Seven Dreams

« هواية مفقودة (٢) »

Posted on: مارس 17, 2011

تحدثت في التدوينة السابقة عن تجربتي للعودة لهوايتي المفقودة. اليوم سأتحدث عن حالات تشبهني. ومحاولات لتشجيع الأهل والأحباب على القراءة.

ماألهمني لأكتب التدوينة السابقة وألحقها بهذه التدوينة، تكرار المواقف التي تحصل بيني وبين بنات خالاتي في شأن القراءة. ولأني كنت الوحيدة المتحمسة للذهاب لمعرض الكتاب، أبدا الجميع تعجبه مني ومن قفزتي المفاجئة في عشقي للكتب. بينما أبدت إحداهن رغبتها الشديدة في الذهاب لكنها لاتعلم مالذي تشتريه على حد قولها، وتخشى أن يكون مصير ماتشتريه التكديس .

بعد تأمل يومي لمن حولي من الناس، من الأهل أو الأصحاب ، ردود الأفعال تتكرر، ومشاعرهم تجاه الكتب تختلف لكنها تحت تصنيفات محددة ومتكررة كذلك . قمت بتصنيف الناس في عقلي من حيث اهتمامهم بالقراءة إلى عدة أصناف، لم تكن نتاج إحصائية أو ماشابه إنما نتجت هذه التقسيمة بعد تأملي المستمر . -مع إمكانية التعديل على هذه التقسيمة إن بدا لي صنف جديد ممن حولي. -.

تصنيفي للناس من حيث اهتمامهم بالقراءة الحرّة :

١- صنف يدعي حب القراءة لكنه لايقرأ ولا يكترث لجديد الكتب أو قديمها.

٢- صنف يحب القراءة،لكنه نادراً مايقرأ ويتعذر دوماً بانشغاله أو عدم تحمله على إكمال كتاب.

٣- صنف يحب القراءة ويقرأ بشكل منتظم.

٤- صنف يكره القراءة ولا يقرأ .

الصنف الأول الذي يدعي حب القراءة ولايكترث بها ولايتحرق قلبه شوقاً لها ولاخجلاً من نفسه لهجرانه إياها. لست متأكدة إن كان موجوداً لكني أشعر بذلك. إن هذا النوع -إن صدق شعوري بوجوده- يختزل معاني القراءة وأهميتها تحت مايسمي ب(الوجاهة)، فبريق لقب(المثقف) يكاد يبهره فيدعي المعرفة ولايعرف. أوربما هو خليط ممن يقرأ ولايقرأ لكنه يظن أنه ألم بالعلم كله، فيدعي أكثر مما يعرف حقيقة!. -لست واثقة من وضوح هذا التصنيف بالنسبة لي فضلا عن استيضاحه على أفهامكم- .

الصنف الثالث ، لاخوف عليه، فهو يعلم مالذي يفعله ولماذا. كم أحب هذا الصنف كثيراً، بل أتمنى لمن حولي أن يرتقوا إليه وأنا أولهم.

أما الصنف الأخير ، فلا أتعب نفسي بالجدال معه-وإن كان ذلك خطأ ً-. فهو دوماً مايتعجب بل يستنكر من (أمثالي)، ويعبر عن بذلك بـ: ” ماصدقنا نرمي كتب الدراسة!”. أكتفي يردي عليه:” لاألومك ، فأنت لاتعلم أني أستمتع بذلك”. هو لايعلم أني أهرب من كتب الدراسة لأمسك بكتاب لم يفرضه علي أحد وإنما قمت باختياره بنفسي من بين رفوف المكتبة، فهوايتي حرّة ولست مجبرة عليها! بل أستمتع بها. أبشركم ! مما أرى وأعايش، هذا الصنف لايشكل الأغلبية بكل تأكيد.

من حياتي اليومية واحتكاكي الاجتماعي بالأهل والأصدقاء والزملاء أستطيع القول أن أكثر الناس يندرجون تحت التصنيف الثاني. فتراه يعلم أهمية القراءة بل ويتمنى دوماً أن يحبها لكنه لايقرأ، أو يقرأ نادراً بشكل غير منتظم. ودائماً مايعبرون عن ذلك بقولهم:أتمنى إني أحب أقراأوأحب القراءة كثييير لكن ماعندي وقت. انتي كيف تلاقي لك وقت تقرين كل هذا!؟”

ولأن منظوري يقيس بمقاييس التفاؤل دوماً، أرى أن هذا مؤشر جيد!. أن تكون الفئة الغالبة تتمنى حب القراءة ولها محاولات في ذلك وإن باءت بالفشل. ذلك يعني أن هذا النوع من الناس لو توفر له لـ(الدعم) الدائم والتشجيع سينتقل إلى الفئة المحبة والقارئة! فتخيل كم من الناس سيكون ذلك!؟. بالنسبة لي على الأقل اممم بنات خالاتي جميعهن إلا من استثنت نفسها، وصاحباتي جميعاً، ماعدا واحدة منهن لاتطيق أن تمسك بكتاب فضلاً عن أن تكمل قراءته. حينما علمت هذه الحقيقة بدأت بتشجيع من حولي، وإهداء الكتب التي أراها خفيفة ومميزة لهنّ ورأيت استجابة جيدة من البعض!. حتى إني شكلت حزباً لبنات خالاتي من ذوي المرحلة المتوسطة، فقد رأيت فيهن استجابة كبيرة وحماساً يزيد عن أخواتهن الأكبر سناً. أصبحت أعطيهن من كتبي القديمة أيام المتوسطة ، وأسألهن دوماً عن رأيهن فيما قرأن. بل إني أصطحبهن معي إلى المكتبة إن نويت الذهاب، وأشجع على شراء الكتب وأساعدهن في الاختيار. إن لذلك شعور لذيذ في نفسي! أن أراهن متحمسات مثلي، وأرى فيهن قارءات جيدات للمستقبل.

إذاً قضيتنا وجل اهتمامنا يجب أن ينصب على أصحاب الصنف الثاني، فإن كنت واحداً منهم فلقد كنت أنا كذلك، وربما لا زلت لم أرتقي بعد لصنف القراء المنتظمين ، لك مني تجربتي :

1- لم أستطع الانتظام كما يجب حتى وجدت لي مجموعة من الأصحاب يشاركوني القضية. هذه أهم أهم نقطة! فأنت إن كنت تفتقد الحافز الداخلي الذي لم ترتق إليه بعد، فلن تفعل شيئاً حتى يحفزك شيء ما، حدث ما، أو شخص ما ( أن يكون الحافز خارجياً). بعد ذلك يمكنك أن تعمل دوماً على تقوية حافزك الداخلي حتى تستقل عن أي حافز خارجي وتكون لست بحاجة إليه أصلاً.

2- الفهم ، الفهم ، الفهم . لاتصعب على نفسك بالكتب الكبار، وتتخيل بذلك أنك قفزت فجأة وأصبحت من عداد القرّاد المنتظمين. لابأس أن تعترف أمام نفسك بمستواك وأن تبدأ تدريجياً وإلا صدقني سيكون مصيرك الملل والانقطاع المفاجئ.

3- اتخذ لك قدوة (نموذج) في القراءة، صديق ، زميل، أخ ، ابن عم ، استاذ، مثقف، كاتب ، أي أحد تكون معجباً بثقافته اتخذه قدوة لك واسع لأن تكون (أفضل منه). – اتخاذ القدوات من أكبر عوامل التحفيز -.

4- كم عمرك الآن؟ متى سيحين الوقت المناسب لتقرأ! بل متى ستبدأ؟ ومتى ستستطيع قراءة أهم الكتب، بل متى ستكون مثقفاً! هذه أسئلة أطرحها على نفسي إن تقاعست عن القراءة. لقد فوتُّ الكثير فإلى متى سأفوت فرصتي في القراءة !.

5- الدعااء ، ادع الله أن يسهل لك الفهم والعلم وأن يزيدك حباً في القراءة وطلبها . وأضف إلى ذلك ماأضيفه أنا دوماً في دعائي :” اللهم إني أعوذ بك من خبث العلم : الكبر والرياء ” . فلاجعلك الله أحد المستكبرين على من هم أقل منك علماً ، ولاجعلك ممن يراءون بعلمهم ، فالإخلاااص الإخلاااص في القراءة.

6- حتى إن لم تجد ممن حولك من يشجعك على القراءة، في الانترنت متسع لجميع الأطياف ، فكثير من القراء هنا سيشجعوك، عليك أن تبحث عن المدونات التي تهتم بالقراءة ، حاول الانضمام لنادي قراءة سيحفزك ذلك بالتأكيد!. خذ مني أجمل موقع عرفته، ادخله وأنشئ رفوف مكتبتك الخاصة، وانطلق مع القراء ستحبه كثيراً.  ( goodreades.com )

٧- التنظيم والنظام حلو، ولن تستطيع الانتظام حتى تقيّد لنفسك جدولاً أو خطة للقراءة شهرية وسنوية ، ولاتنس تقييم نفسك دوماً والإرتقاء حبة حبة .. ومكافأة نفسك إن كان تقييمك جيداً 🙂

هذا ماأملاه علي خاطري وعقلي. أتمنى من كل قلبي أن نرتقي جميعاً إلى صنف القارئين المنتظمين. حينها فقط تكون أمة إقرأ قد عادت إلى رشدها.

 


photo’s taken by:Hajar Alshuaibi

5 تعليقات to "« هواية مفقودة (٢) »"

على حسب تصنيفك، أُعتبر من الصنف الثاني. وانا في بداية الطريق لأغير هذا ^^
لم يكن لي احتكاك بالصنف الاول، مع انني متأكدة بوجودهم ولكن ليست لي القدرة في تمييزهم
ربما لبعدي عن القراءة لوقت طويل
اما الصنف الاخير فاقرب مثال عليه صديقتي في الجامعة. كانت تستغرب من استغلالي للوقت الذي اقضيه في الباص لقراءه كتاب.. حتى في ايام الاختبارات.
واذكر انها كانت تسالني لماذا اقرأ هذا الكتاب بدلا من ان اشاهد الفلم؟!
كنت احاول ان اشرح لها كيف انه لا يوجد مخرج يستطيع التغلب على مخيلتي
وان قراءة الرواية تمتعني لوقت اطول وبدرجة اكبر من مشاهدة فلم ساعتين.
كنت اشفق عليها، فهي لم تشعر بالمتعة اللتي اعيشها عند اكتشافي لكتاب يعجبني.

بالنسبة للنقاط اللتي ذكرتيها:
الفهم.. كنت بدأت في قراءة رواية الطين للكاتب عبدو خال،
ولم استطع اكمالها او التقدم. ربما لم تكن افضل اختيار لشخص انقطع عن قراءة الكتب العربية،
ووجدت صعوبة في اسلوبه، ومللت سريعا.
وحقيقة انني لم اشتر الكتاب بل نزلت نسخة من الانترنت لم تساعد ابدا.
فانا اتشجع اكثر عندما يكون الكتاب في يدي و استطيع لمسه ><

شكرا على موقع goodreades
رائع ^^

إهلاً ميما ، انبسطت لما شفتك بالقوود ريدز ^^
صحيح كلامك ، الصنف الأخير مسكين لايعلم بالمتعة التي نشعر بها ! فرؤيته للكتاب ضيقة جداً يحصرها في حدود الدراسة! فارتبط لديه الكتاب بالملل والإكراه ، وهذا عكس مانشعر به تماماً .

الفهم .. واجهني بفترة كنت أنكر على نفسي صعوبة كتاب ما! وإني أقدر أقرا حالي حال المثقفين! وصحيح أكملت كتاب صعباً وشعرت بالثقة بنفسي لفترة، لكني سرعان ماعترفت لنفسي إني قرأته دون فهم كاف! قراءتي له كانت لإرضاء نفسي. وأتردد كثير قبل إضافة أي كتاب لمكتبتي ، لازم أقيس مدى قدرتي على قراءته أولاً . أريد أن أكون مؤهلة بالكامل وإلا فإني أترك الكتاب على رف المكتبة وأمضي، متأملة العودة إليه في وقت لاحق.
وهذا حالي مع كتاب ( مقدمة ابن خلدون) من الأهداف الي حاطتها لي هالسنة إني أصير مؤهلة لقراءته P: .

ماشاءالله عليك ياجواهر وعلى اسلوبك..
رائع فعلاً..مشوق ويجذب القاريء..فضلاً عن قوته الأدبية..ماشاءالله
لا اشعر بطول الموضوع ولا اتملل منه…بارك الله فيك وزادك من فضله وألهم قلمك الرشد والصواب
بالنسبة للاصناف…انا لم استطع تصنيف نفسي تماما…فانا احب القراءة,أجد الوقت لها,لا اقرأ كثيراً, ولست متصنعة او تبهرني (الوجاهه) فانا اعترف بقلة معرفتي ولست فخورة بهذا
اضيفي صنف لو سمحتي اسميه (المحتار في نفسه) ههههه
بالنسبة للنصائح..ممتازة وفعالة فعلا..واعجبني كثيييييييييرا ماقمتي به في نطاق العائلة والمقربين…ممتاز جداً
وفقك الله ..

شكراً على إطرائك، أخجلتي مدونتي الطفلة.

“اضيفي صنف لو سمحتي اسميه (المحتار في نفسه) ههههه”
ههههههه ممكن ليش لأ !. الصنف الي ماعنده موقف محدد تجاه القراءة p: . بس انتي تقولين تحبينها! يعني ارجعي دوري نفسك بالتصنيفات الأربعة، وترا التصنيف الثاني يشبهك D:

“ارجعي دوري نفسك بالتصنيفات الأربعة، وترا التصنيف الثاني يشبهك D:”
نعم نوعاً ما…لكني اليوم كنت افكر في الموضوع
خلصت الى نتيجة وأقولها بالعاميّة (القراءة بالنسبة لي مزاج!! احيان تجيني نفس اقرأ واخلص كتابين بالشهر وبكل سهولة,واحيان احس ان القرآءة في وادي وانا في آخر!!)
فخَـلُصت الى نتيجة,أن هناك صنف (المزاجيون) وهم من يحبون القراءة ويستهوونها,لكن تمر بهم فترات لايرون في أنفسهم رغبة للقراءة!
لعل الصنف الثاني يشمل أهل هذه الصفة فعلاً,لكن يبقى الأمل فيهم كبيراً كما قلتي 😉
مودتي

أضف تعليق

« تفـاؤل متجدد »

بانـَت على تمهُلِ.. شمْسُ الصّباحِ المُقبـلِ.. كأنّهَا راقِصةٌ .. علَى غِناءِ بُـلبُـلِ | @ZainB

أوّل حلُم

وراء كل إنجاز عظيم / حلُمٌ عظيم . د.عبدالله العثمان

الصفحات

« في الذاكـرة »

«Cَalander»

مارس 2011
س د ن ث ع خ ج
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031  

« بَـيْـن يـدَيّ »

« stopped by »

Blog Stats

  • 5٬449 hits